قصة وعبرة من فلسطين

مجد101 الخميس مايو 01, 2008 12:40 pm

اخبرني احد الاصدقاء الفلسطينيين ذات يوم بهذه القصة المعبرة......قال:
((واسمحوا لي ان اعطي لنفسي حرية التعبير البسيطة))
قبل ان يحتل الانكليز فلسطين وضعوا الخارطة امامهم في لندن ودرسوا الوسائل والكيفية
التي يستطيعون من خلالها احتلال البلد بأسهل الطرق ,وأقل الخسائر......واتفقوا من بين ما اتفقوا عليه على ارسال العيون(الجواسيس)لمعرفة مدى استعداد الناس وتقبلهم لفكرة الاحتلال ودراسة الشارع الفلسطيني الداخلي والاحتكاك مع الناس والعودة بتقاريرهم لمناقشتها في العسكرية البريطانية......
دخل الجواسيس الى البلد واندسوا في صفوف الناس وبدأوا بتسجيل ملاحظاتهم.....
تقدم احد الجواسيس من صاحب دكان(بقالة)....وطلب منه كيلو سكر وربع كيلو شاي...
فوزن الرجل ما طلب منه وقدمه للمشتري....فقال الجاسوس:
بدي كمان كيلو صابون وعلبة زيت....
قال له صاحب البقالة:حاضر بس ارجوك يا اخي ان تذهب الى جاري المجاور ((وهو ايضا صاحب بقالة))واشتري منه بقبة اغراضك ولوازمك....
فتعجب الجاسوس وسأله:
طيب ليش انت ما بتبيعني طالما طلبي موجود عندك؟
فأجابه البائع: نعم كلامك صحيح....ولكن انا استفتحت منك بالسكر والشاي...اما جاري المسكين لم يدخل اليه اي زبون وعليك ان تجعله يستفتح ايضا...وبضاعتنا كلها من نوع واحد....
هنا ادرك الجاسوس مدى الحب والايثار الذي يحمله الناس لبعضهم فقدم الى رؤسائه القصة
فقالوا:
هذا الشعب لا يمكن ان نحتله وفيه هذه اللحمة الوطنية والتكاتف والتضامن.....
ففكر الاستعمار بطرق ثانية حتى يمهدوا لغزو البلد فأدخلوا المفاسد والدعارة وجعلوا الشباب ينغمسون في اللهو والملذات حتى تغلغلت المفاسد في اوساط الناس.....
فقام الانكليز بعد عدة سنوات وارسلوا الجواسيس لمعرفة مدى تأثير المفاسد في البلد ولما دخل الجاسوس الذي جاء قبل عدة سنوات ليشتري كيلو سكر وربع كيلو شاي من نفس البقالة واعاد نفس الطلب للبائع ثم طلب منه ان يعطيه كيلو صابون ثم زيت الى نهاية القصة فقال له البائع:
انا حاضر شو ما بدك يا عمي وكمان باقل سعر من جاري هاد اللي جنبي دير بالك تشتري منه فهو غشاش وبضاعته منزوعة.......((والجاسوس يسجل)).........
...اعاد الخبر الى العسكرية البريطانية فهزوا رؤوسهم بارتياح:
هلأ طاب العيش يا عرب.
اخوتي :
العبرة واضحة والدرس لا يحتاج الى قوة استنتاج.....
قوة البلد في تضامن اهلها وضعف البلد في تفككهم .....
هل اضاف لنا التاريخ اكثر مما نعرف؟
سلاحنا الوحيد هو الوحدة والتلاحم ورص الصفوف لنقطع الطريق امام المتربصين ببلدنا الجميلة(سورية).التي ان فقدناها((لا سمح الله))لم يعد لدينا ما نملكه.
شكرا
مجد101